كيفية كتابة و إعداد بحث قانوني مميز

بحث يبين كيفية كتابة و إعداد بحث قانوني مميز

مقدمة:مما لا شك فيه أن للبحث أهمية كبيرة في جميع المجالات، ولهذا نجد أن الدولالمتطورة بشكل عام، والمؤسسات التعليمية بشكل خاص، توليه اهتماماً كبيراً،وقد تجعله شرطاً أساساً للحصول على الشهادة أو الدرجة العلمية.والبحث الجيد، غالباً ما تكون غايته هي الوصول إلى أمر لم يكن موجوداً أوغير متيسر، فليس الهدف منه إذن الوصول للمفقود فقط، بل تيسير الوصولللمفقود أيضاً، لهذا يجب أن تكون للبحث أهدافاً محدد، وأن تكون له أصولعلمية صحيحة يقوم عليها، وطرق بحث دقيقة يعتمد عليها الباحث خلال كتابتهكيفية اعداد بحث قانوني للبحث، ولذا فإن الباحث لابد وأن يتحلى بصفات منها:1- الصدق:الباحث مطالب التزام الصدق والأمانة، خصوصاً عند نقل آراء الغير منالعلماء والباحثين، وهذا للأسف ما نفتقده في البحوث العلمية في هذه الأيام.2- الصبر:إن الباحث يواجه صعوبات أثناء البحث وتقصي أبعاد الموضوع، فلا يستطيعالإجادة والإفادة من بحثه إلا إذا كان صبوراً. كما أن الصبر مطلوب قبل أنيصدر الباحث حكمه على قضية معينة، فيساعده على التثبت والعدالة وجمعالأدلة الكافية.3- البعد عن الأهواء الشخصية:إن الباحث مطالب بوصف موضوعه أو الظاهرة التي هو بصدد دراستها وصفاًموضوعياً، بعيداً عن التميز والآراء الشخصية، كما أن الباحث الذي ينظر إلىالبحث من خلال رواية معينة لا يستطيع التواصل إلى نتائج صحيحة ومفيدة لهولغيرهاختيار الموضوع:إن أول ما يقوم به الباحث في بحثه هو تحديد موضوع الدراسة، وذلك لا يكونبمحض الصدفة، بل عليه أن يكثر من القراءة في المصادر، والمراجع والرسائلالعلمية قبل تحديد الموضوع المناسب. وعند اختيار الموضوع يجب أن ينطلق منقاعدة تصورية سليمة، وعليه أن يحدد المجتمع قبل تحديد الموضوع، وأن يحددالأجواء التي تحتوي الموضوع.وينصح المتخصصون بمراعاة الآتي عند اختيار موضوع البحث:أهمية موضوع البحث للمجتمع، ومدى فائدته العلمية التي تحتاجها المؤسسات المختلفة.أن يكون موضوع البحث محبباً إلى نفسه، ومهماً عنده.أن يتأكد الباحث من توفر المصادر والمراجع الخاصة بموضوع بحثه حتى يستطيع الكتابة فيه.أن لا يندفع بتحديد الموضوع عاطفياً، ثم يتراجع فيما بعد عنه.الابتعاد عن الموضوعات العامة، واللجوء إلى تحديد الموضوع.يحاول أن يكون الموضوع جديداً لم يسبقه إليه أحد.وبعد أن حدد الباحث الموضوع الذي سيدرسه، يبدأ بالقراءة وجمع المعلومات،واضعاً نصب عينيه العناصر والطريقة المناسبة لجمع المعلومات، لان طرقالبحث تختلف تبعاً لاختلاف موضوع البحث.البناء الهيكلي للبحث:1-واجهة البحث ( الغلاف ):وهي الصفحة الخارجية في البحث، وهي تضم البيانات التالية ( مكان البحثوالاسم والكلية والقسم، وعنوان البحث كاملاً، وتحديد الجهة المقدم إليها،واسم الطالب، وتاريخ تقديم البحث، وأفضل أن يحدد الفصل الدراسي والسنة).2- صفحة الإهداء أو الشكر والتقدير:أما بالنسبة للشكر والتقدير، فالباحث له الخيار في وضع الشكر والتقدير في أي وقت، وهو عادة يأخذ صفحة مستقلة.وأول من يشكر، المؤسسة التي فيها الباحث، ثم الكلية، ثم الأشخاص الذينأعانوه وساعدوه في كتابة البحث، ثم العاملين في المكتبات وإن كان لهمإسهام في ذلك، فعلا الباحث أن لا يبالغ في الشكر أو أن يذكر بعض الشخصياتالتي لم يكن لها دور في سير البحث.3-مقدمة البحث:إن المقدمة ضرورية جداً للبحث فهي التي تهيىء القارىء للتفاعل مع البحث،إذ أنها المدخل الحقيقي والبوابة الرئيسية له، ويجب أن تعطي تصوراً عنالبحث في وقت قصير، فهي محصلة البحث وتوجهاته، وحيث تعكس صورة حقيقية عنهوتبين طبيعة البحث والباحث، والمقدمة عقد شرعي كما يقول أحد المتخصصين بينالباحث القارىء.والمقدمة تحتوي على الآتي في الغالب:معنى التراكيب في العنوان لغة واصطلاحاً.مدخل وجيز لموضوع البحث.أهمية الموضوع وسبب اختياره.بيان منهج البحث، وتحديد المختصرات.بيان موجز لحظه البحث.4- التمهيد:يكون التمهيد بين مقدمة المبحث، وهو ليس ضروري في كل البحوث، إلا عندمايرى الباحث أن القارىء سيجد فجوة بين المقدمة والبحث، فالتمهيد لابد وأنيكون رابطاً بين المقدمة والبحث، وأن لا يكون صورة جديدة للمقدمةالكتابة في البحث:أفضل أن يُبدأ البحث بالكتابة بقلم الرصاص، وأن يكتب على سطر ويترك سطر،حتى تسهل عليه عملية التصحيح والشطب والإضافة، هذا على فرض أنه لا يكتبعلى جهاز الحاسب الآلي ( الكمبيوتر ) فإنه لا يحتاج إلى ذلك.وعلى الباحث تقسيم بحثة تقسيماً يتناسب مع حجم البحث، لكي يُيسر على القارىء القراءة، ويشترط تقسيم البحث إلى أبواب أو فصول.وعلينا أن نراعي حجم الأبواب عند التقسيم، فمن الخطأ أن نجعل باباً منمائة وخمسين صفحة مثلاً، والآخر في خمسين صفحة، وهذا يعني أن جميع الأبوابلا بد وأن تكون بحجم واحد. إنما يعني وجوب التناسب بين أجزاء البحث.وعلى الباحث عند كتابة البحث بشكله النهائي أن يُراعي المنهج الذي وضعه فيمقدمة البحث، وعليه أن يراعي وضع الفواصل بين الجمل والنقاط من آخرالجملة، والنقطتين إذا أراد أن يكتب آية أو حديث أو حكمة.وعلى الباحث أن لا يلجأ إلى النقل الحرفي إذا كان يملك أن يكتب النصبأسلوبه، لأن النقل الحرفي لا يكون إلا للآيات والأحاديث، والقواعدالفقهية، والأقوال والحكم والأشعار، وكذلك بعض النصوص عند الضرورة، بحيثلو غيرنا في النص لا نفي بمرادة.ومن صفات البحث الجيد ما كان بمستوى بلاغي ولغوي متقارب، بحيث لا يشعرالقارىء أن هناك فوارق بين أجزاء البحث، وعلى الباحث أن لا يحمل النصوصالتي يستخدمها في بحثه أكثر مما تحتمل، وعليه أن ينتقي النصوص المناسبةلبحثه.استخدام الحاشية:عند كتابة البحث لابد وأن يستخدم الباحث الحاشية لتوثيق البحث، لأنه لا يمكن أن يكتب بحثاً دون الرجوع إلى المصادر والمراجع.والحاشية تكون في أسفل صفحات البحث، وكثيراً ما يقع الخطأ في استخدامها.أ-إحالة النص:وهي الإشارة إلى موضع النص الذي كُتب في البحث في الحاشية، فيذكر المرجعوالمؤلف على الترتيب، أو يذكر اسم المؤلف أولاً ثم عنوان الكتاب ورقمالجزء إن كان الكتاب أكثر من مجلد، ورقم الصفحة، ثم بقية المعلوماتالمتوفرة عن الكتاب مثل الناشر ومكان النشر وعدد الطبعة. أم إذا كنت تريدأن تشير إلى فكرة ما في البحث موجودة في كتب أخرى، فتقول في الحاشية: انظر… ثم تذكر اسم المؤلف والكتاب، ولا تضع الفكرة بين أقواس.ويمكن أن تشير في الحاشية إلى أكثر من مرجع لنفس الفكرة، وعند الإشارة إلىالآية القرآنية في الحاشية فإنه يجب أن تذكر اسم السورة ورقم الآية.أما بالنسبة للحديث فإنه يجب أن تذكر من رواه وفي أي كتاب وأي باب ثم نذكر المرجع والمجلد ورقم الصفحة.وعلى الباحث أن يتبع أسلوباً واحداً في توثيق المراجع، والإحالة تكون بعدإيراد الفكرة أو النص. والأصل في الحاشية أن تستخدم للإحالة، إلا إذا أضطرالباحث لاستخدامها في أمر آخر.وقد يضطر الباحث إلا الأخذ من بعض الكتب التي تذكر النقل عن كتب أخرى، ولايستطيع الباحث الرجوع إلى الكتاب الأصلي، إما لأنه مخطوط أو لأنه بلغه غيرالعربية، أو لأنه تعذر على الباحث الحصول عليه، فيقول في الحاشية بعد أنيكتب المعلومة في بحثه، اسم مؤلف الكتاب الذي أخذ عنه وعنوانه ورقمالصفحة، قم نقلاً من الكتاب الأصلي، ويذكر اسم الكتاب.ب- الإحالة إلى النص:وهذا الأسلوب يتبعه الباحث عندما يريد إحالة القارىء إلى نصوص تتكلم عنالموضوع الذي يكتب فيه، مثلاً إذا كان يتكلم عن اهتمام الإسلام بالعلم،ولا يريد أن يذكر الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة في البحث، فإنه يشيرإلى ذلك في الحاشية بعد أن يكتب الفكرة.وفي الحاشية يمكن للباحث أن يكتب المصطلحات الآتية، ( ارجع )، وهي تعنيذكر مصدر التحقق فيما ذهب إليه، ( انظر بتوسع )، وهذه تكون فقط عندما يكونللرجوع فائدة لابد منها، ( بتصرف ) وتستخدم إذا تكرر ذكر نفس المرجعالسابق في المرجع مرة أخرى، فنكتفي بقولنا ” مرجع سابق ” ثم نذكر رقمالصفحة، و إذا جاء في الحاشية تعليق قم ذكر اسم مرجعه، فإنه يوضع بينقوسين، ويمكن أن تستخدم الحاشية لذكر بعض التعريفات وتخريج الأحاديثوالتراجم6-الخاتمة:وهي التي تلي الفصول أو المباحث، وتشتمل على النتائج والتوصيات، ومنالأفضل أن تثبت النتائج بشكل نقاط محددة مفصولة عن التوصيات، ولابد أنتلائم النتائج دوافع البحث وتجانسها.أما بالنسبة للتوصيات فهي الأمور التي يوصي بها الباحث بعد انتهائه منالبحث وذكر النتائج، ويفضل أن يذكر الباحث النقاط التي تستحق البحث ولميتعرض لها في بحثه لكي يفتح مجالاً لغيره في بحثهم.7-الفهارس:أ?-فهرس الآيات:إن ترتيب الآيات في الفهرس يكون إما حسب سورة المصحف ابتداء بـــ ”البقرة” وانتهاء بــ ” الناس ” حيث تجمع كل الآيات تحت سورها مرتبه حسبورودها في نفس السورة ثم يذكر رقم الصفحة التي وردت فيه الآية في البحث.مثل:الآية، رقمها، رقم الصفحة(يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) 21 97ويمكن فهرسة الآيات حسب حروف الهجاء دون اعتبار ورودها في السور، ثم ذكر رقم الصفحة التي وردت فيها الآية في البحث, مثلاً:الآية الصفحة( كنتم خير أمة أخرجت للناس .. ) 7ب?-فهرسة الأحاديث:وعند فهرست الأحاديث، نرتبها حسب حروف الهجاء، ولا نذكر الحديث كاملاً فيالفهرس، وإنما نكتفي بذكر طرف الحديث الذي يدل على تمامه ويميزه، ثم نذكررقم الصفحة التي ورد فيها الحديث في البحث مثلاً:الحديث الصفحة”وإذا رأت الماء .. ” 30” ليس الشديد بالصرعة .. ” 12كتابة و إعداد بحثج- فهرسة الأعلام:وهذه الفهرسة ترتب حسب حروف الهجاء أيضاً، والأعلام الذين يذكرون في البحثقد يترجم لهم الباحث كلهم، وقد يترجم لبعضهم، فإذا أراد أن يذكر في الفهرسجميع الأعلام الذين ذكروا في البحث، فيكون عنوان الفهرس كالتالي: ( فهرسالأعلام ). وأما إذا أراد أن يذكر في الفهرس فيكون الفهرس ( فهرس الأعلامالمترجم لهم ). وبعد أن يذكر اسم العلم يفضل أن يذكر بجانبه اللقب الذييميزه، ثم سنة الوفاه إن امكن، وبعد ذلك يذكر رقم الصفحة التي ورد فيهااسم العلم، مثلاً:العلم الصفحةكتابة و إعداد بحثالحارث بن أسد ( المحاسبي/ت 243هـ ) 15هــ – فهرس المصادر والمراجعوأول المصادر والمراجع، القرآن الكريم، حيث يسمح بوضعه في أول قائمة فهرسالمصادر والمراجع، ويختلف الكثير في فهرس المصادر والمراجع، فالبعض يضعهامع بعض والبعض يفرق بينها، وفي التفريق بين المصادر والمراجع أفضل، وعندالفهرسة يجب أن نذكر المعلومات الآتية:عنوان الكتاب.مؤلف الكتاب، وتاريخ وفاته إن كان من القدماء.مكان طباعة الكتاب، ونشره.اسم ناشر الكتاب.عدد الطبعة.تاريخ الطبعة.كتابة و إعداد بحثوعند عدم العثور على أي من هذه المعلومات يفضل وضع رموز لتوضيح المعلومةالتي لم يعثر عليها مثل ( د.م) وتعني دون مكان للنشر، ( د.د ) وتعني دوندار للنشر ( د.ت ) وتعني دون تاريخ للنشر، ( د.ط ) وتعني دون تحديدللطبعة، وهذه الرموز يجب أن يذكرها الباحث في مقدمة البحث عن حديثه عنمنهجية البحث.. ويختلف الكثير في ترتيب الفهارس، فالبعض يفضل أن يكونالفهرس حسب عنوان الكتاب، مثل:فهرس المصادر:1-الأدب المفرد، للإمام البخاري محمد بن إسماعيل، ت256 هـ .2-المُغني، لموفق الدين أبي محمد عبدالله بن احمد بن محمد بن قدامة المقدرس، ت 640هـ.والبعض يفضل أن يكون الفهرس حسب اسم المؤلف هجائياً، حسب أول حرف، مثل:فهرس المصادر:1-إبراهيم بن موسى الشاطبي، الموافقات ….2-أبو داود سليمان السجستاني، سنن أبو داود

منقول من بيت القانون 

تعليقات