أنواع الدساتير


                      أنواع الدساتير


هناك طريقة تقليدية لتقسيم الدساتير من حيث كيفية تعديلها إلى دساتير مرنة وجامدة ومن حيث تدوينها إلى دساتير مكتوبة وعرفية ولكن ظهرت تقسيمات أخرى تقسم الدساتير تبعا إلى نوع الدولة موحدة واتحادية ونظام الحكم ملكي وجمهورية أو رئاسي  .

المطلب الأول: الدساتير المكتوبة والدساتير العرفية ..
الدستور المكتوب:أن تكون الأحكام الدستورية الصادرة عن المشروع
الدستوري مدونة ومجمعة في وثيقة رسمية واحدة ،أو سلسلة من الوثائق الدستورية ، وهذا يعكس المعنى الشكلي للدستور ..
أمثلة للدساتير المكتوبة _فرنسا_مصر _الكويت _الولايات المتحدة وهذه من أقدم الدساتير المكتوبة .

الدستور الغير مكتوبة :قائم على قواعد كونتها عادات وأعراف وسوابق دستورية اكتسبت قوتها بمرور الزمن وطبقها الناس، فهو غير قائم على أي تشريع محدد بواسطة المشروع الدستوري،الدساتير العرفية لا تقيد بها وثيقة رسمية ، وان كانت بعض القواعد العرفية مدونة فهذا لا يعطيها صفة الدستور المدون ..مثال المملكة المتحدة

قبل القرن التاسع كانت الدساتير العرفية هي الأساس ولكن تغير الحال في هذا القرن حيث أصبحت الدساتير المكتوبة هي الأساس وظهر هذا مع دساتير المستعمرات المكتوبة في شمال أمريكيا 1730م، ثم الدستور ألتعاهدي 1776م ثم الفيدرالي 1787م ثم ظهر أول دستور للثورة الفرنسية 1791م.

تدعم الدساتير العرفية بعض القواعد المكتوبة في وثيقة رسمية مثل العهد القديم في بريطانيا 1215م وظهرت صيغ أخرى على شكل تشريعات سنها برلمان المملكة المتحدة مثل قانون توارث العرش 1701م وبنفس الفهم فان  الكثير من الدساتير المكتوبة لها سوابق عرفية مثال: فرنسا أنشا العرف الدستوري وظيفة رئيس الوزراء التي أغفلها دستور الجمهورية الثالثة .

أولا:مزايا وسلبيات الدساتير العرفية :
المزايا:1_يمكن ايجادة بسرعة إذا احتجنا إلية لمواجهة الظروف
المتغيرة تكون الحاجة ملحة للدستور أ_بعد الثورة. ب_أو نتيجة الاستقلال ج_قيام اتحاد بين بعض الدول
2_تمتاز بالوضوح والتحديد.3_مهم للدولة الاتحادية لبيان سلطات الدولة الاتحادية والدول المكونة لها.
سلبيات:
1_غالبيتها جامدة وغير مرنة .2_ غير متطورة .3_يمكن أن يكون واضعي الدستور المكتوب واقعيين تحت ضغوط ظروف سياسية وقتية ومتغيرة .4_ قد يغرقوا في التفاصيل.

ثانيا:مزايا وسلبيات الدساتير العرفية :
المزايا:1- أنه مرن يمكن تعديله بسهولة فهو يعدل بنفس طريقة تعديل القانون العام مما يجعله قادرا على التطوير ومتابعة ظروف المجتمع .
العيوب:
أنه لا يضع حدا للسلطة التشريعية  التي يمكن أن تسن قانون دون قيود مما يعطي لها بعض الصلاحيات أن تتصرف بتعسف.
التميز بين الاثنين في الوثيقة ولا توجد دولة لها دستور مكتوب بصفة مطلقة أو غير مكتوب بصفة مطلقة  فإذا كانت النصوص المكتوبة أكثر يصبح دستور مكتوب .فإذا كانت القواعد العرفية أكثر يصبح دستور عرفي.

مطلب الثاني:
الدساتير المرنة والجامدة:
الدساتير المرنة /ما يمكن تعديلها وإلغائها بنفس إجراءات تعديل القوانين العادية ..مثال:دستور المملكة المتحدة ونيوزيلندا وفيهم تعديل القواعد الدستورية كما تعدل القوانين العادية .

الدساتير الجامدة :تتطلب تعديل قواعده إجراءات خاصة وأكثر تعقيدا مما يتبع في تعديلها القوانين العادية ،بل يتبع إجراءات معينة ينص عليها الدستور نفسه .ممكن أن يتطلب 1_أغلبية معينة 2_أو يعهد للتعديل إلى لجنة لهذا الغرض.3_أو موافقة الشعب.

ملحوظة :ليس بالضرورة أن يكون الدستور المكتوب جامدة بالضرورة فإذا لم توجد إجراءات خاصة بتعديلها متضمنة في الدستور يصبح دستور مرن
مثال:موسوليني أستطاع إجراء تعديلات في الدستور الايطالي لعام 1848م وإيجاد مجلس فاشستي بنفس طريقة تعديل القوانين.

تختلف أساليب التعديل من دولة إلى أخرى:
مثل الولايات المتحدة :التي حدث في دستورها أنه إذا رأت ثلث أعضاء مجلس الكونغرس ضرورة تعديل الدستور أو إذا طلب ثلث المجالس التشريعية للولايات المختلفة ذلك، يتم عقد مؤتمر الاقتراح تعديل الدستور فإذا استقر على تعديل يصبح التعديل جزاءا من الدستور ، من مظاهر الجمود أنه منذ وضعه سنة 1787م أدخل علية ستة وعشرون تعديل كان آخرها عام 1971م.

مثال أخر:يتبع سويسرا إجراءا أخر هو أن يشترك الناس بشكل مباشر في ذلك كذلك فرنسا 1958م ومصر1971م.


الغرض من الدساتير الجامدة هي إعطاء الأحكام الدستورية الثبات الاستقرار فقد نصت بعض الدساتير على جمود بعض نصوصها أو إما مؤقتة أو مؤبدة .مثال: الجمود المؤقت/الدستور الكويتي أنه نص على جواز تعديل هذا الدستور لمدة خمس سنوات.
مثال: للجمود الدائم لبعض النصوص/1_ألمانيا عام1949م أن قواعد النظام الأساسي للدولة الفدرالية والحقوق والحريات العامة لا يمكن تعديلها أو إلغائها جزئيا.2- دستور المغرب الشكل الملكي للدولة وكذلك الأحكام المتعلقة بالدين الإسلامي غير قابلة لأي تعديل دستوري.

ويرغم هذه النصوص والتأكيد على قابليتها للتغير إلا أن القواعد لا يمكن احترامها على الدوام فمعظم الدساتير الفرنسية انهارت نتيجة للثورات وهكذا في دول العالم الثالث .

المطلب الثالث:
 الدساتير الملكية والجمهورية ..
تقسيم وفق شكل الدولة :
النظام الملكي:يتولى الملك رئاسة الدولة عن طريق الوراثة مدى الحياة ، ولا توجد سلطة تحول بينة وبين تولية الملك لأنه يتولى عن طريق الوراثة واعتبر هذا حقا ذاتيا في العرش يتلقاء الوراثة ..وهذا مثل نظام المملكة العربية السعودية نصت المادة الخامسة أن  نظام الحكم ملكي وأن يكون الحكم في أبناء المملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود.كما أيضا في الدستور الأردني.

أما النظام الجمهوري:رئيس الدولة فيه لا يستمد حقه في الحكم عن طريق الوراثة بل عن طريق الانتخاب سواء بطريقة مباشرة من قبل الشعب أو عن طريق ممثلين وينتخب لمدة محددة .

تقسيم الدساتير وفق النظام الملكي والجمهوري لا يعرفنا كثيرا بنوعية الحكومة ،فلحاكم (الملك)قد تكون سلطته مطلقة أو محددة وأيضا سلطات رئيس الجمهورية ليست متساوية في الأنظمة الجمهورية فالبعض يتمتع بسلطات فعلية واسعة والبعض محدودة شكلية الأولى الولايات المتحدة الأمريكية  والأخر رئيس الدولة في النظام البرلماني  مثل رئيس وزراء الهند.

المطلب الرابع:
الدساتير الرئاسية والبرلمانية:
تعتمد طرق تقسيم الدساتير هنا على مدى العلاقة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية بغض النظر عن شكل الدولة سواء كانت ملكية أو جمهورية..
النظام الرئاسي /يقوم على تركيز السلطة التنفيذية في يد رئيس الدولة باعتباره أيضا رئيس الحكومة ، حيث يتم انتخاب من قبل الشعب وبناء  عليه لا يتصور أن يوجد النظام الرئاسي إلا في النظام الجمهوري كما يقوم النظام مبدأ الفصل الجامد بين السلطات في الدولة فلا الرئيس ولا الوزراء أعضاء في البرلمان والوزراء المستشارين مسئولين عن أعمالهم  أمام رئيس الدولة ،وليس أمام البرلمان الذي ليس له حق تقرير المسؤولية السياسية للوزير ..وفي المقابل يستقل البرلمان في ممارسة الوظيفة التشريعية عن السلطة التنفيذية التي لا تملك حق حل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة ..وأبرز مثال للنظام الرئاسي،نظام الولايات المتحدة الأمريكية.
النظام البرلماني/يقوم على الفصل المرن بين السلطات وتمتاز بثنائية السلطة التنفيذية وذلك بوجود رئيس دولة ذو صلاحية شكلية ، ورئيس الحكومة في يده السلطة التنفيذية ، هذا النظام يوجد في الملكي والجمهوري
رئيس السلطة التنفيذية والوزراء هم أعضاء في البرلمان وهم مسئولون عن أعمالهم أمامه وللبرلمان طرح الثقة في السلطة التنفيذية وفي المقابل السلطة التنفيذية حق حل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة ..
مثال:نظام الحكم في المملكة المتحدة..

المطلب الخامس:
الدستور الموحد والدستور الاتحادي..
وتقسيم السلطة بين الحكومة المحلية والمركزية الدساتير إما موحدة أو اتحادية ..
الدولة الموحدة والبسيطة /تمتاز ببساطة بنيانها الدستوري يمكن تعريفها بأنها الدولة التي تنفرد بإرادة شؤونها الداخلية والخارجية هيئة واحدة..
تتصف بوحدة الدستور والقضاء و التشريع والتنفيذ  ، السلطة التشريعية موحدة سواء تشكلت من مجلس واحد أو مجلسين، وتستند مهمة القضاء إلى السلطة القضائية الموحدة وان اختلفت درجات وأنواع المحاكم ، يتولى أمر السلطة المركزية حكومة مركزية..
مثال:مصر _فرنسا_ المملكة المتحدة _المملكة العربية السعودية

الدولة الاتحادية أو المركبة/تتكون من دوليتين أو أكثر حيث تتوزع بينهما سلطات الدولة بصورة مختلفة..مثال :ألمانيا _الولايات المتحدة _الأمارات _كندا.

هناك أربعة أنواع من الاتحادات:
أولا:الاتحاد لشخصي:
اتحاد دولتين أو أكثر تحت رئاسة حاكم واحد ، ممكن أن تكون ملكية أو جمهورية ، والرابط هو شخص رئيس الدولة أو ملك الاتحاد .
صفاته:1-كل دولة مستقلة بأمورها الداخلية والخارجية ،حيث لكل دولة تمثيلها الدبلوماسي الخاص بها ولها، حق إبرام المعاهدات والاتفاقيات الدولية،والحرب التي تنشأ بينهما حرب دولية وليست حرب أهلية ، كما إن قامت إحدى دول الاتحاد بالحرب فهذا ليس معناه أن الدول الأخر طرف النزاع..2_لكل دولة جنسيتها الخاصة بها ويعد رعايا ها أجانب بالنسبة للدول الأخرى ..
مثال : انجلترا وهانوفر بين عامي 1714م_1837م الذي زال بسبب تولي الملكة فيكتوريا الحكم وهذا ما لم يسمح به قانون توارث العرش في هانوفر..

الاتحاد الحقيقي:
اتحاد دوليتين أو أكثر في دولة اتحادية حيث تفقد كل دولة داخلة في الاتحاد سيادتها الخارجية لصالح دولة الاتحاد وتحتفظ بسيادتها الداخلية .
1_ينشأ دولة جديدة تحت حكم رئيس واحد 2_ ويتبع ذلك التمثيل الدبلوماسي والمعاهدات الدولية 3_وتعد العلاقة بين دول الاتحاد ضمن إطار القانون العام الداخلي4_والحرب بينهما حرب أهلية وينشأ الاتحاد جنسيته الخاصة به.
مثال:اتحاد النرويج والسويد عام 1815م _1905م.

الاتحاد الاستقلالي :
الكونفدرالي: تتفق دولتين أو أكثر بمقتضي معاهدة دولية على العمل لرعاية مصالح مشتركة بينهما ،لا ينشأ دولة جديدة إنما ينشئ تنظيما أو مجلسا أو جمعية من الدول الداخلة في الاتحاد..
1_تظل كل دولة من دول الاتحاد محتفظة بسيادتها الداخلية والخارجية 2_ كما أن لكل دولة جنسيتها 3_ والحرب التي تنشأ بينهما مرن دولية وليست حرب أهلية .
والاتحاد الاستقلالي يعد إتحاد غير ثابت فإما أن يتحول إلى اتحاد مركزي أو تنفصل دولة الاتحاد..مثال:الولايات الأمريكية عام 1777م الذي انتهى بالاتحاد الفدرالي الحالي 1787م .. وجامعة الدول العربية .


الاتحاد المركزي:
هو اتحاد دولتين أو أكثر بالتنازل عن كامل السيادة الخارجية ، وبعض السيادة الداخلية وذلك لصالح دولة الاتحاد وينشأ هذا الاتحاد دولة جديدة
تقوم بالتمثيل الدبلوماسي وعقد المعاهدات الدولية والحرب التي تنشأ بين دول الاتحاد تعد حرب أهلية لا دولية ، وينشأ دول الاتحاد جنسيته الخاصة به.
في المقابل لكل دول من دول الاتحاد استقلالها الدستوري والتنفيذي والقضائي والتشريعي الداخلي الخاص بها حسب ما ينظمه دستور الاتحادي..مثال : الإمارات العربية المتحدة _ ألمانيا_سويسرا..


تعليقات